الثلاثاء، 30 أغسطس 2011

رسالتـي إلى لسانـي




يا لساني يا قِطعةٌ مِنِّي
أبعثُ إليكَ برسالة فيا ليتك تعيها و تفهمها جيداً فانتبه لكلامي
يا لساني أنتَ سببُ سعادت  و هنائي أو سببُ تعاستي و شقائي

فماذا ترضى لي ... ؟ !
أترضى لي الذنوبَ و الآثام و العذاب أم ترضى لي الحسناتِ و الثواب .. ؟ !
أترضى لي الخـيرَ أم الشـر .. ؟ !
أترضى لي الجنةَ أم النار .. ؟ !

يا لساني ... اعلم أَنِّي مُحَاسَبَ على كُلِّ كلمةٍ تنطقُ بها .. فلا تقل إلا خيراً ، فإنك فى الآخرة ستشهدُ لي أو عَلَيّ ..
أَمَا علمتَ قولَ النبى صلى الله عليه و سلم :
( و هل يَكُبَّ الناسَ فى النار على وجوههم إلا حصائدُ ألسنتهم)
(رواه الترمذي و قال : حديثٌ حَسَنٌ صحيح)
و أنتَ تعلم أَنِّي لا أُطيقُ النار أنا أضعف من ذلك بكثير ... !
يا لساني ... أَمَا علمتَ قولَ رَبِّكَ سبحانه و تعالى :
(مَا يَلفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (ق : 18
فلا تتكلم إلا بما فيه مَصلحة .

يا لساني ... لا تغتب أحداً ، فإنَّ رَبَّكَ جَلَّ و عَلا نهاك عن الغِيبة فقال :
( و لا يَغْتَب بَعْضُكُم بَعُضَاً )) [الحجرات12 

يا لساني ... لا تَنِمّ ،، فانميمة مُحَرَّمَة ، و قد قال رسولُنا صلى الله عليه و سلم :
(( لا يدخل الجنةَ نَمَّام )) متفقٌ عليه .

يا لساني ... لا تكن كَذَّاباً ، فقد قال نبيك صلى الله عليه و سلم :
( و إنَّ الكذبَ يهدي إلى الفجور ، و إنَّ الفجورَ يهدي إلى النار ، و إنَّ الرجلَ ليكذب حتى يُكتَبَ عند الله كَذَّاباً )) متفقٌ عليه .
أيَسُـرُّكَ أنْ أُكتَبَ عند الله كَذَّابَا.
لاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
فاحذر الكذب ، و تحرَّى الصِّدق ، و اجعله شعارك مهما كَلَّفَك ذلك و مهما كَلَّفَني 

لا تقل إلا حقاً ،، و لا تنطق إلا صِدقاً .

يا لساني ... إياكِ و شهادة الزُّور ، فقد قال رَبُّكَ سبحانه :
(( و اجتنبوا قَوْلَ الزُّور )) 30 الحج  
و أثنى سبحانه و تعالى على عباده فقال :
(وَ الَّذِينَ لا يَشهَدُونَ الزُّورَ )) الفرقان : 72 .


و عن أبي بَكْرَة - رضى الله عنه - قال : قال رسولُ الله صلى الله عليه و سلم :
(
 ألا أُنبئكم بأكبر الكبائر ؟  قلنا : بلى يا رسولَ الله ، قال : الإشراك بالله ، و عقوق الوالدين  و كان مُتكئاً فجلس ، فقال : ألا و قول الزُّور ، و شهادة الزُّور  فما زال يُكَرِّرها حتى قلنا : ليته سكت) . متفقٌ عليه
فاحذر يا لساني أن تشهدَ زُوراً ، فإنَّ ذلك يُغضِبُ رَبِّي عليك ،، و أنتَ جُزءٌ مِنِّي
يا لساني ... إيَّاكِ أن تلعنَ أو تَسُب ، فالمؤمن ليس بلعَّان كما أخبر بذلك النبىُّ صلى الله عليه و سلم فى قوله 
((
 ليس المؤمن بالطَّعَّان ، و لا اللعَّان ، و لا الفاحِش ، و لا البذىء )) رواه الترمذي و قال : حديثٌ حَسَن
فلا تلعن إنساناً مهما كان عاصياً ، و لا تلعن حيواناً و لا طيراً و لا غيره .
طَهِّر نفسك من اللعن .. 
و لا تَسُبّ ميتاً ، فقد نهاك نبيك صلى الله عليه و سلم عن سَبِّ الأموات فقال :
(( لا تَسُبُّوا الأموات ، فإنهم قد أفضوا إلى ما قَدَّموا )) رواه البخاري

يا لساني ... لا تدعوا على أحدٍ مهما بلغ من المعاصي و الذنوب ، بل ادعُ له بالهِداية .

يا لساني ... احفظ نفسك ، و لا تنطق إلا خيراً ، فإنْ لم تجد ما تنطق به فالصمتُ أولى و أحسن فى حقك ، و قد قال نبينا صلى الله عليه و سلم :
مَن كان يُؤمنُ بالله و اليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمُت  (متفقٌ عليه.
أَمَا سمعتَ لقول الصحابيِّ الجليل عبدالله بن مسعودٍ رضى الله عنه :
( و اللهِ الذى لا إله إلا هو ليس شيءٌ أحوج إلى طُول سِجنٍ من لساني )

و كان يقول  ( يا لسان ، قُل خيراً تغنم ، و اسكت عن شَرٍّ تسلم ، مِن قبل أن تندم ).

و صدق و اللهِ فى كلامه ... صدق ... فيا لسانى انتبه لقوله ، و خُذ به ، و اعمل بمضمونه 

يا لساني ... إني أخشى عليك النار ،، و أخافُ من غضب الجَبَّار ،، و أريدُ لك النعيم ،، و أخشى عليك العذابَ الأليم 
يا لساني ... اعزِم من الآن على الصمت عن كُلِّ شَـر ،، و عدم النُّطق بما يَضُـر 
اعزِم على النُّطق بما فيه الخيرُ و المَصلحة ، و الصمت عَمَّا فيه مَفسدَة 

إيَّاك أنْ تتأثر بِمَن حَولك .. !

إيَّاكَ أنْ تتأثر بالمُغتابين و النَّمَّامين .. !
إيَّاكَ أنْ تتأثر بِمَن ينشرون الشائعات ، و لا يُراعون الحُرُمات .. !

إيَّاكَ أنْ تتأثر بالأَفَّاكين .. !
أو تنضم لفِئة الكَذَّابين .. !
يا لساني ... احفظ نفسك و احفظنى ... و لا تُهمِل رِسالتى فتُهلكنى .
يا لساني ... إِنِّي أُريدك أنْ تُصبحَ قائداً لي يقودني إلى الخير ، و يأخذ بيدى للجنة ، و يسعى جاهداً فى صلاحي
يا لساني ... أكثِر مِن ذِكر الله ، فهو واللهِ مَنجاة ..
حافِظ على الأذكار بالليل و النهار ...
فإنِّي آمَلُ فيكَ الخير ، و إنكَ لراغبٌ فيه .
فابدأ مِن الآن ،، و تُبْ ،، و قُـل :
أستغفرُ اللهَ و أتوبُ إليه .
أستغفرُ اللهَ و أتوبُ إليه .
أستغفرُ اللهَ و أتوبُ إليه .

اسأل الله لنا ولكم الثبات على دينة . . ولا تحرمونني دعائكم فان الله مجيب . .




0 التعليقات:

إرسال تعليق

تصميم وتنسيق:خالد الدوسري