الجمعة، 2 ديسمبر 2011

مهزلة العقل "التنويري"


أعاجيب الزمان لا تنقضي.

وغرائب الآراء لا تنحصر.

بعض الأفكار غير الموفقة ربما تحتاج إلى مناقشةٍ وتفنيدٍ لبيان مواضع الخلل فيها. بينما هناك من الآراء ما لا يحتاج إلى أكثر من شرحه وتفصيل معناه وبيان مقتضاه كي ينكشف كم هو طريفٌ ومضحكٌ.

تخيل معي عاقلاً يقول:
إن على المسلمين أن يلتزموا في سلوكهم الشخصي بأحكام الشريعة الإسلامية. وعليهم أن يسعوا ليكون نظامُ دولتهم نظام شريعة الإسلامِ. ولو أنهم طلبوا أن يحكموا بغير شريعة الإسلام لكانوا آثمين، بل ربما كانوا كفاراً غير مسلمين.

ثم بعد هذا كله يضيف:
يجوز (( بل يجب )) على الدولة أن تنبذ شريعة الإسلام متى رغب أكثرُ شعبها ذلك. لأن الشريعة يتعين أن تأتي عبر إرادة الأمة وسيادتها.

هذا حكمُ الله كما يصوره بعضُ من كتبَ مؤخراً حول قضية الإلزام بحكم الشريعة.

وفي ظني أن قائل هذا الكلام ومن وافقه من الرفاق لا يعونَ حقيقة هذا القول، ولا يدركون ما الذي ينتج عنه من التزامات شرعيةٍ وقانونية.


حسناً...دعونا نتأمل معنى هذا القول ومآلاته:
هذا التقرير يقتضي أن الحاكمَ يكونُ مصيباً ممتثلاً أمرَ الله متى نزل عند رأي أكثريةٍ ترى أن ارتكاب الفواحش سلوكٌ شخصي لا حقَّ للدولة في منعه إن وقع بالتراضي. ففي مثل هذه الصورة على الحاكم أن يأذن للفجار في ممارسة فجورهم، وأن يدافع عن حقهم المكفول بموجب النظام.

ومتى فعل الحاكم هذا، فإنه يكون مأجوراً مثاباً عند الله، لأنه التزم الشورى الإسلامية، وامتثل دين الله وشرعه الذي يأمره باحترام سيادة الأمة!

وكلما تخلى الحاكمُ عن آرائه الخاصة، فعمل على كفالة حرية العواهر، ودافع عن حقهنَّ القانوني في التكسُّب بفروجهن، فإن ذلك يكون أعظم في أجره وثوابه عند الله، لأنه -في موقفه هذا- إنما يمتثل أمر ربه الذي نهاه عن الاستبداد، وأمره باحترام رأي الأكثر. فدفاعه عن حرية الزناة والزواني هو حقيقة التقوى، لأنه مقتضى القيام بالأمانة التي أسنده الشعبُ إليه، والتي سوف يحاسبه الله عليها!

وحتى لا ينقص من أجره وثوابه شيءٌ، فإن عليه أن ينصب قضاةً من ذوي الأمانة والكفاية والتقوى، ممن يبغضون الاستبداد، ويحترمون رأي الأكثر، كي يكون ضمن مهامهم محاكمة ذاك الأب الذي ينتهك قانون الدولة المسلمة، فيمنع ابنته أن تبذل جسدها لعشيقها. فالقانون المستمد من سيادة الأمة قد كفل للبنت حرية بذل نفسها لمن شاءت! أفلا يستحق أبوها التجريم والعقوبة متى منع ابنته حقها؟
ومتى حاول الحاكم الالتفاف على القانون، فعاقب زانياً، أو حتى ضيَّق عليه، فإنه يكون آثماً عند الله، لأنه صار مستبداً يخرق سيادة الأمة، وينتهك حقاً كفله قانون الدولة لرعاياها. وعلى الشعب (( كله )) هنا أن يقف في وجه الاستبداد، وألا يسمح لحاكمه بانتقاص حقوق الزناة المكفولة لهم قانوناً ونظاماً!
والشعبُ حين يفعل ذلك، فإنه إنما يقوم بجزءٍ من شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويتصدى لوظيفة الاحتساب السياسي المقدسة.

ومن قام في وجه حاكمه وأمره بالتزام القانون، ونهاه عن المساس بالحقوق القانونية للزناة، فهو من أعظم المجاهدين. ولو قتله الحاكم، فهو مرشحٌ ليكون من أفضل الشهداء عند الله بعد حمزة بن عبد المطلب (إن صحَّ الحديث)!

لكن ماذا عن دور علماء الدولة المسلمة.

عليهم هنا أن يسعوا فقط عبر البرلمان لتغيير القانون، وما لم يتحقق لهم ذلك، فإن واجبهم أن يكونوا أعواناً للحاكم المسلم على نفسه. فهم -حتى وإن كانوا كارهين للزنا ويلتزمون تحريمه في خاصة أنفسهم- إلا أن واجبهم يقتضي أن يكونوا متجرِّدين للحقِّ ولو على أنفسهم.

عليهم تذكيرُ الحاكم بأن الشورى ملزمةٌ له، وعليهم أن يحثوهُ على الخضوع لرأي الأكثر، ويحذِّروه من مخالفة القانون المستمد من سيادة الأمة، ويمنعوه من انتهاك حقوق العواهر التي كفلت لهم بموجب النظام الشُّوري الإسلامي!

على العلماء أن يأمروا الحاكم المسلم أن لا يقف عند أيِّ آيةٍ من كتاب الله تأمره بمعاقبة الزواني. فإرادة الأمة هنا مقدمةٌ على نصِّ القرآن، وسيادة الأمة قبل الشريعةِ. لأن الشريعة ليست كائناً حياً يأكل الطعام، ويمشي في الأسواق، ويجلس على العرش!

على العالم الرباني الذي لا يخشى في الله لومة لائم أن يصدع بالحق في وجه الحاكم، وأن يذكره بسيرة عمر بن الخطاب، فيشرح له أن نتيجة التصويت تعني أن حماية حرية العهر صارت حقاً واجباً عليه. فلو عثرت عاهرٌ في سريرٍ بأرض العراق، فإن الله سوف يسائلُ أمير المؤمنين لماذا لم يوطئ لها ذاك السرير!

أحبتي:

هذا الكلام ليس مزاحاً ولا هزلاً. بل هو نتيجةُ تقرير من لو أحسنا بهم الظنَّ، فسنقول: أنهم يتحدثون بكلامٍ لا يفقهون معناه، ولا يدركون مغزاه ومآلاته.

هل فيما ذكرته مبالغةٌ، وإلزام للقائل بما لا يلزمُ.

لا...بل ما ذكر أعلاه هو مؤدَّى تقريراتهم وثمرتها. وأنا أعرض على أيٍّ واحدٍ منهم أن يشرح لنا ما إذا كان شيءٌ مما ذكرته لا يتفق مع ما قرَّروه. إلا أن يعودوا لمقولتهم المعتادة: (لا يمكن لشعبٍ مسلم أن يختار حرية ارتكاب الفواحش). وهي المقولة التي سأعرض لمناقشتها لاحقاً بإذن الله.

وإنما أحببتُ هنا البدء بهذه المقدمة التمهيدية قبل الدخول إلى المقصود، في مجموعة مقالاتٍ تنشر تباعاً في موقع (رؤى فكرية) بإذن الله حول هذه القضية وما يتعلقُ بها. وإن اتسع الوقتُ ويسر الرحمن أتبعتُ ذلك بمقالاتٍ عن خصائص النظام السياسي في دين الإسلام، والفروق الجوهرية بينه وبين النظم الوضعية المعاصرة.
 
بندر الشويقي



...تابع القراءة

الثلاثاء، 29 نوفمبر 2011

عفوا أيها الرجل : احترم كياني


عفوا أيها الرجل : احترم كياني
إنني امرأة لدي عقل و يمكن أن أتفوق عليك .
فلما تحاول سحق فكري؟؟ 
صحيح أن الله أيدك بقوة جسدية و لكن في المقابل أيدني بدهائي .
فانا لست أقل منك ذكاء .





هل تريد حربا؟؟؟ ليكن لك ذلك . 
فأنا لا أفكر ألا بعاطفتي و لست مثلك أحكم عقلي 
و لكن يا ترى لو شنت حرب بيننا ، من سيفوز؟؟؟ 
أرهن إننا سنتقاسم الخسارة مناصفة و ستكون ساحقة لكلينا .





أردت أن تطمس وجودي و كياني ؟؟ 
سأرضخ لذلك لانني ضعيفة مقارنة بقوتك و جبروتك 
و لكن هل ستنجح؟؟؟ 
أراهن انك ستخسر كيانك مثلما خسرت انا كياني و مكاني. 




لابد أن تتذكر أن أدم هو من طالب بحواء و ليس العكس و هذا يجعلني ملكة بحياتك لأنك تحتاجني كما احتاجك و لكنك لا تفهمني للآسف : 





أنا ابنتك : سأطيعك و أنفذ كل أوامرك لو علمتني بطريقة صحيحة وقدرت مراحل حياتي ،
فأخذت بيدي عندما كنت صغيرة و صاحبتني عندما أصبحت مراهقة و استشرتني عندما كبرت و فالأب سر ابنته و لن يفهمني أحد إلا أنت لان رجل . 



أنا أختك : كم سأكون سعيدة لو رافقتني ،
لو لعبت معي و ساعدتني في حل مشاكلي و كنت أمين أسراري ،
فلن يفهمني أحد أكثر منك لأنك رجل . 



أنا أمك : لو قدرت خوفي عليك و حبي لك الذي زرعه الله بداخلي بدون قدرتي على السيطرة عليه . و لم تكن أنت و الزمن علي .



انا زوجتك : أهبك حياتي و روحي مجانا عن رضا و حب لو استوعبتنيي و احتويتني 





أنا امرأة : مشاعري تسيطر علي و لكن لي كياني و أفكاري و يمكن أن أكون مخترعة مثل ماري كاري و يمكن أن أكون رئيسة وزراء مثل جوليا غيلارد و يمكن أن أكون قائدة طائرة مثل مارتا بابون و يمكن أكون مديرة منتدى مثل نوسة ووووالخ


هذا يعني يمكن أن أكون أنت و احل محلك بل و أتفوق عليك و لكن لم أخلق لأنافسك خلقت لنكمل بعض ، أنا أنت و أنت أنا ، و نحن الاثنين مسؤلان عن صلاح المجتمع أو فساده ،

و تذكر وصية خير البرية * صلى الله عليه و سلم : "إِنَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ بِالنِّسَاءِ خَيْرًا، إِنَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ بِالنِّسَاءِ خَيْرًا، فَإِنَّهُنَّ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَخَالاتُكُمْ، إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ يَتَزَوَّجُ الْمَرْأَةَ وَمَا تُعَلِّقُ يَدَاهَا الْخَيْطَ، فَمَا يَرْغَبُ وَاحِدٌ مِنْهُمَا عَنْ صَاحِبِهِ حَتَّى يَمُوتَا هَرَمًا". أخرجه الطبرانى * 



ابتسامتي تغير لون الكون من عاصف إلى ربيعي. 
طبطبتي تخفف من هول أعاصير الحياة .
و دمعتي تحول السعادة إلى حزن . 
فحاول أن تفهمني.

...تابع القراءة

الخميس، 24 نوفمبر 2011

بنود المبادرة الخليجية لحل الازمة اليمنية


أولا: منذ اليوم الأول للاتفاق يكلف رئيس الجمهورية المعارضة بتشكيل حكومة وفاق وطني بنسبة 50 في المائة لكل طرف على أن تشكل الحكومة خلال مدة لا تزيد عن سبعة أيام من تاريخ التكليف
.
ثانيا: تبدأ الحكومة المشكلة بتوفير الأجواء المناسبة لتحقيق الوفاق الوطني وإزالة عناصر التوتر سياسيا وأمنيا.

ثالثا: في اليوم التاسع والعشرين من بداية الاتفاق يقر مجلس النواب،
بما فيه المعارضة القوانين التي تمنح الحصانة ضد الملاحقة القانونية والقضائية للرئيس ومن عملوا معه خلال فترة حكمه

. رابعا: في اليوم الثلاثين من بداية الاتفاق،
وبعد قرار مجلس النواب بما فيهم المعارضة، لقانون الضمانات ويقدم رئيس الجمهورية استقالته إلى مجلس النواب ويصبح نائب الرئيس هو الرئيس الشرعي بالإنابة بعد مصادقة مجلس النواب على الاستقالة.

خامسا: يدعو الرئيس بالإنابة إلى انتخابات رئاسية في غضون ستين يوما بموجب الدستور
.
سادسا: يشكل الرئيس الجديد لجنة دستورية للإشراف على إعداد دستور جديد.

سابعا: في أعقاب اكتمال الدستور الجديد يتم عرضه على استفتاء شعبي.

ثامنا: في حالة إجازة الدستور في الاستفتاء يتم وضع جدول زمني لانتخابات برلمانية جديدة بموجب أحكام الدستور الجديد.

تاسعا: في أعقاب الانتخابات، يطلب الرئيس من رئيس الحزب الفائز بأكبر عدد من الأصوات تشكيل الحكومة.

عاشرا: تكون دول مجلس التعاون والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي شهودا على تنفيذ هذا الاتفاق.

الحادي عشر: حرر هذا الاتفاق من أربع نسخ أصلية باللغة العربية ويسري من تاريخ استكمال كافة التواقيع عليه

الثاني عشر: سريان هذه الآلية مرتبط باكتمال كافة التوقيعات. المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه:
• الرئيس علي عبدالله صالح بصفته رئيسا لليمن ورئيس المؤتمر الشعبي العام. 
• نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام الدكتور عبدالكريم الإرياني. • أحمد بن داعر الأمين العام للحزب.



...تابع القراءة

الثلاثاء، 8 نوفمبر 2011

العلامة العثيمين هات لي ثورة من الثوارت صار الناس فيها أصلح مما كان قبل !!! ، وفيه طريقة الإنكار على أولياء الأمور





العلامة العثيمين هات لي ثورة من الثوارت صار الناس فيها أصلح مما كان قبل !!! ، وفيه طريقة الإنكار على أولياء الأمور






...تابع القراءة

الجمعة، 21 أكتوبر 2011

آلــ ح ــنين‎


الحنين ،،
 هو آن ( تبكيك رآئحة عطر مآ . . !
الحنين ،،
 هو أن تعيش ب تفاصيل صبآح
 كنت تعيشه معهم في يوم ما . . .
الحنين ،،
 هو أن تتأمل التفآصيل التآفهه التي
 لا معنى لها ،،
 ( وتبكيك آحيآنآ " ) !
 [ لأنها فقط تذكرك ب من تحب ]
الحنين ،،
 هو أن تذهب لمكآن كآنوا يتواجدون
 فيه ليس لحآجه . . .
 آنمآ لـ لأشيئ !
 وتتأمله وتبتسم وتنحدر دمعة آبت
  إلآ النزول !
الحنين ،،
 هو أن تعيش تفآصيل يومك كما لو
 كان معك . . .
الحنين ،،
 هو أن تشتري مايحب !
 ل تعيش نفسك ب آنك ستعطيه إياه
 في يومآ " ما . . .
  الحنين ،،
 هو أن تدعي تحت آلمطر وحدك ~
 بعد آن كآن يشآركك الدعوآت
 ويقول ب شقاوه _
   ( أنآ بدعي وأنت قول آمين )
الحنين ،،
 هو أن تنتظر كل صبآح
 وتتخيل آن من غآب سيأتي به صبح
 غآب فيه !
الحنين ،،
هو أن تتأمل  ( لآشيئ )
وتضحك من   ( لاشيئ )
وتبكي   من   ( لاشيئ )
للحنين ،،
تفآصيل مهمآ حآولنا الكتآبة عنها لن
نصفهآ كمآ يجب . . .
تفآصيل آلحنين لآ نستطيع وصفهآ . 
./
فقط نبكيها !!
ب إختصار . . /
آلحنين هو حكآيآت لآ نستطيع كتآبتهآ ..!

...تابع القراءة

الثلاثاء، 18 أكتوبر 2011

الانشغال نعمة ...~‎




أحياناً الانشغال الكثير يكون مريح جداً لعقلك
بحيث يبعدك عن أشياء تملأ قلبك / عقلك
 بالتفكير المتواصل





 اﻻنشغال يبعد عنك الضيق ، الغضب، الألم ،
 حتى الضحك وهي ليس بمبالغة مني ..!



اﻻنشغال يمنحك النسيان المؤقت
 اﻻنشغال مُسكن أو مخدر
حين يكون يومك حافل بكل ماهو يشغلك
عقلك حاضر بالذي بين يديك
وحولك ومعك ..!


ينطوي النهار ويتبعه المساء الهادئ
وينقضي اليوم بأسترخاء عميق
يكون جسدك في أمسّ الحاجة إليه
حتى لا يعطيك فرصة للتفكير بنفسك
أو بأي لحظة فراغ تمنحك التفكير
أو الأخذ والرد في مجالات أو مواضيع
 عقلك يرفض الخوض فيها
حتى لايتعب ...!

دمتم في سعادة 


...تابع القراءة

الاثنين، 17 أكتوبر 2011

قصه أطراف الأصابع‎ ***..اللمس .. بأطراف الأصابع .. يوصل آلاف المعاني ..***





يرويها المحبين .. وينسج جمالها العشاق …
اللمس .. بأطراف الأصابع .. يوصل آلاف المعاني !
دعوني أحكي لكم قصة طرف الأيدي .. أطراف الأصابع .. والتي تتصل بأنسجة عصبية حساسة جداً بالمشاعر والأحاسيس .. وبطرف الأصبع تحكي آلاف القصص وتروي مئات الروايات ..

فيها لغة صامتة .. لغة تعارف بدون حروف لكنها تخرس كل اللغات .. في أطراف الأصابع فيضان من الحب يسري .. بمجرد ما أن تمس طرف أصابع حبيبك .. تسير عبر الأطراف المشاعر فتنتقل .. وفيضان الاشتياق يجري بين الطرفين عبر أطرافهما ..
اللغة .. التي لا تعرف الكذب أبداً !

لا يمكن لطرف الإصبع أن يكذب .. وإن كذبت الألسن بأعذب الكلام .. وإن كذبت العيون بدموع التماسيح .. وإن كذبت تعابير الوجه بالتمثيل .. لكن أطراف الأصابع لا تكذب أبداً !

فالأعمى .. يفقد العيون .. والأصم يفقد الآذان .. لكنهما لا يفقدان الأصابع التي تحكي قصة الحب !
بطرف أصابعك .. تقول ما لم تقله عيناك ولم يحكيه لسانك ..

بطرف الأصابع .. تتفقد حبيبك .. تعرفه وتفهمه وربما تبقى ساعات طويلة صامتاً .. لا وجود للكلام سوى بأطراف الأصابع ..
لمسات خفيفة .. لكنها كشحنات الكهرباء التي تحتاجها دقات القلب لتمضي دون توقف .. لمسات هادئة لكنها كنسيم بارد عليل ينعش .. لمسات هانئة فاتنة جذابة ساحرة .. تأخذ لبك وتأسر فؤادك فلا تبرح مكانك جامداً للحظات .. يتوقف فيها كل شيء سوى شهود دقات القلب عليها !

الأصابع .. والتي ثبتت في الأيدي .. كانت رسولاً للسلام الداخلي والخارجي ..
فعندما تتواجه مع أحد .. فتبادره بالسلام .. ترسل كفك لكفه .. وتبقى للحظات حتى تشعر بالسلام الروحي معه .. وتتفاهم بقية أعضاء الجسد .. لكن البداية دائماً بالكفوف !

السلام .. الذي أمرنا بأن نطيل به ما أمكن .. لا لمجرد أن تمس الكف الأخرى .. بل لتصل القلوب ببعضها .. لتتواصل الأرواح عبر اللمس .. لتحس بأن الذي أمامك جزء منك .. لتحبه وتصل لمرحلة متقدمة من الارتياح معه ..
السلام بالكفوف .. والذي يعبر عن اللمس الذي نحكيه .. ليس ثقافة لشعب دون آخر .. بل هو شعار الأمم وشعار الثقافات منذ القدم .. الصغير يسلم على أكبر الناس ليحسسه بالتواصل المتوافق روحياً .. الرؤساء يبدؤون مهمة الاتفاق بالسلام !
بل حتى أضعف الناس .. ربّ نفسك على الرحمة .. ومسّ رأس يتيم لتسير نسائم الرحمة في قلبك .. امسح عليه والمس يده كأول إشارة ترسلها للقلوب .. بالرحمة !

الصغير .. لا يحس بالراحة أبداً كما يحسها حينما تمس أصابعه .. تأمل وجه طفل صغير وأنت تضع أصابعك في يده .. امسك أصابعه بأطراف أصابعك .. واعبث بها .. وبنعومة داعبها ..
ستجد الابتسامة اللاشعورية تصدر منه .. سترى الراحة تنتشر في قلبه .. وستعكس الطمأنينة التي في قلبك عبر لمساتك إلى قلبه مباشرة !

الصدق في اللمسات .. حتى في طقطقاتنا على الكيبورد !
فلا أكاد أصدق أن الكيبورد ينقل الشعور عبر الأصابع .. ينقل الصدق .. ينقل الإحساس أحيانا أصدق من كل اللغات التواصلية الأخرى !

بأصابعك .. تحكي دون أن تتكلم .. وتحب دون أن تقول قصيدة ..!
لحظة .. تنشد الخلود !

والأصابع بين أصابعه .. يمس الكف بأطرافه .. ويعود ليحرك أصابعه فيشبكها مع معشوقتها .. ثم يحك بطرف أصبعه الظفر .. ويضم الكف بالنهاية ..

يمس الخد بأطراف الأصابع .. فتسكت كل فنون الأدب عن حكاية القصة .. حتى تصل لطرف الأذن .. وكأنه يوصل رسالة إليها .. ألا أذن شاهد على حبنا ولا عيون !

ليس بينها وبين القلب عقل .. انظر ليدك الآن .. ومسار الأصابع وملمسها .. لن تجد في طريقها سوى ذراع وعضد ثم القلب مباشرة!

لن تتدخل الافتراضات العقلية لتقنع .. حين تصل الحكاية للأصابع فسوف تسكت البراهين وتصمت ..
تلك اللغة الصامتة .. التي تغنيك عن ألوف الكلمات ..

لغة اللمس .. أجمل اللغات !




...تابع القراءة

الجمعة، 23 سبتمبر 2011

مبادئ التنظيم في حياتنا (2)



إطلالة دائمة:
لَمَّا كانتِ الدعوةُ إلى الله أغْلى وأثمنَ وظيفة، كان لزامًا أوَّلاً أن أهتفَ بكَلماتٍ لِمَن جنَّدوا أنفسهَم لخِدْمة هذا الدِّين في أيَّة مؤسَّسة دَعوِيَّة؛ لأنَّهم هم الأَوْلى بمِثل هذه الكلمات، ومِن ثَمَّ - ثانيًا - فهي كلمات لكلِّ مسلِم ومسلمة يستشعران قيمةَ التنظيم وأثرَه في حياتهما؛ عسى أن تُعينَنا على الإتقان المرجوِّ، والإبداع المنتظَر، فلا خيرَ في عملٍ - أيًّا كان - يَمضي صاحبُه مُتخبِّطًا لا يَدري كيف يُنظِّم نفسَه ووقْتَه وعملَه، ويعيش في دَوَّامة الضغوط والتوتُّرات الناشِئة من فقدان مبدأ النِّظام.

المبدأ الثاني: قاعدة 15 دقيقة فقط:
لو قمنا وكلَّفنا أيَّ شخص بعمل لا يتجاوز 15 دقيقة، فسنجده يستطيع القيام به، ولن يتَوانى في إنجازه؛ ذلك أنَّ الوقت القصير ومعه إنجاز يمثِّل مصدر قبول لمعظم الناس؛ لذا فهذه القاعدة تقول: حاول إقناع نفسك بقضاء 15 دقيقة في القيام بشيءٍ ما، وستشعر - مع أيِّ عمل تقوم به - برغبةٍ في الاستمرار أكثر من الرَّغبة في التوقُّف, ولو توقفت فإنك لن تخسر شيئًا، بل أدركت وأنجزت في 15 دقيقة عملاً ورصيدًا في مهامك اليوميَّة، بل لو جئنا لحسابٍ بسيط لهذه القاعدة، نجد أهميتها في حياتنا:
فإنك لو طبَّقت هذه القاعدة يوميًّا ستخرج نهاية العام بـ 13 يومَ عملٍ منظَّم في سجلِّ حياتك، وهذا الأمر لم تحصل عليه قبل ذلك، ناهيك عن أنَّك تستطيع زيادة الوقت حسب تكيُّفك مع وقتك وتنظيمك.

إذًا هذه القاعدة وإن كانت في جانب الوقت وإدارته، إلا أنَّها مفيدة لنا في جانب تطبيق التنظيم في حياتنا، إنَّها تمثِّل هدية لنفسك، ومصدرَ اطمئنانٍ لها، فهذه القاعدة تجعلك تُحْرِز تقدُّمًا في مهامك اليومية وإنجازها, وهي توحي لنا بأنَّ الحاضر يمثِّل قيمة كبيرة وعظيمة لاستدراك تطلُّعاتنا وتعديل سلوكنا.

هذه القاعدة مهمة لإنجاز كثيرٍ من مهامنا اليومية الروتينيَّة؛ فكثير من مهامنا لو طبَّقنا عليه هذه القاعدة لوفَّرنا كثيرًا من الوقت والجهد.

قد يعتاد المرء على فعل شيء من مهامِّه اليومية، ويأخذ في إنجازها وقتًا وجهدًا أكبر، ولكنه إن استشعر هذه القاعدة سيشعر بالرِّضا، وسيدرك الفرق الكبير في إعطاء نفسه فقط 15 دقيقة، وسرُّها في قضاء مهامه التي قد تسبِّب له الكثير من الفوضى.

مثلاً: حينما نستيقظ من منامنا، المعتاد أننا نترك غرفنا كما هي، ونعود من مهامنا اليومية؛ لنجد أمامنا فوضى صنعناها أثناء خروجنا، لكن إنْ طبَّقنا هذه القاعدة، نقول: 15 دقيقة فقط لترتيب غرفنا، أو مكاتبنا هي كفيلة بأنْ تُزيح عنا الفوضى التي نعانيها جرَّاء إهمالنا لها.

ولا يَعني أننا سنتمكَّن من إنهاء كل مهامنا خلال المدة المحددة؛ فقد يتطلب الوقت أكثر من ذلك، لكن مع ذلك لا بد أن نستشعر هذه القاعدة في نفوسنا؛ فهي مقصودٌ بها في الدرجة الأولى أن تَزرع فينا (سرَّ التقدُّم في البدايات)، فمع كل عمل نقرِّر فيه هذه القاعدة، سنمضي، ونتقدَّم لإنجازه، ولو استغرق وقتًا أكثر.

قد يأتي في أذهاننا كثيرٌ من المهام الضخمة، لكن ستكون بسيطة في ظلِّ أننا سنتعامل معها من خلال هذه القاعدة.

المهم في هذا المبدأ:
أنَّ الانتظار لا يولد إلا الإهدار في الوقت، مما يتولَّد عن هذا الإهدار كثيرٌ من المهام، وكثير من الفوضى الناشئة عن تأخيرها؛ لذا فنحن نقصد بالدرجة الأولى التركيز على البدايات في إنهاء أعمالنا؛ فالبدايات غالبًا هي سرُّ إنهاء الأعمال، بل كل تقدُّم يكمن في البداية كما أشرنا سابقًا، لذا فإنَّها - معاشر القُرَّاء - 15 دقيقة فقط، إنها خطوة بسيطة لإنجاز كثيرٍ من مهامنا المتعثِّرة التي أرَّقَها طول الانتظار، فمع كل مهمة في حياتنا اليومية، نجعلها تحت مظلَّة هذا المبدأ الذي سنشعر - من خلاله - أنَّنا أنجزنا مهامنا، ووفَّرنا كثيرًا من أوقاتنا المهدرة.

همسات:
• حينما تريد مغادرة مكتبك: 15 دقيقة فقط؛ للترتيب والتنظيم قبل أن تخرج!
 حينما يحين موعد النوم: 15 دقيقة فقط ياربة المَنْزل؛ لترتيب المطبخ وتنظيمه!
 حينما تعزم الخروج من المنزل: 15 دقيقة فقط؛ لترتيب البيت وتنظيفه!
• حينما تريد القيام بإحدى مهامك اليومية: 15 دقيقة فقط لإنجازها والإنتهاء منها!

أرجو أن نستشعر هذا المبدأ:
15 دقيقة فقط، علينا أن نضعها في يومنا كلِّه، خصوصًا في المهام المتكرِّرة معنا سواء في العمل أو في المنزل، سنجد أننا اكتفينا بجهدٍ بسيط، وفي المقابل حققنا إنجازًا كبيرًا.


رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Social/0/34803/#relatedContent#ixzz1Ym3q6R4N


...تابع القراءة

مبادئ التنظيم في حياتنا (1)







إطلالة دائمة:
لَمَّا كانتِ الدعوةُ إلى الله أغْلى وأثمنَ وظيفة، كان لزامًا أوَّلاً أن أهتفَ بكَلماتٍ لِمَن جنَّدوا أنفسهَم لخِدْمة هذا الدِّين في أيَّة مؤسَّسة دَعَوِيَّة؛ لأنَّهم هم الأَوْلى بمِثل هذه الكلمات، ومِن ثَمَّ ثانيًا فهي كلمات لكلِّ مسلِم ومسلمة يستشعران قيمةَ التنظيم وأثرَه في حياتهما؛ عسى أن تُعينَنا على الإتقان المرجوِّ، والإبداع المنتظَر، فلا خيرَ في عملٍ - أيًّا كان - يَمضي صاحبُه مُتخبِّطًا لا يَدري كيف يُنظِّم نفسَه ووقْتَه وعملَه، ويعيش في دَوَّامة الضغوط والتوتُّرات الناشِئة من فقدان مبدأ النِّظام.

تمهيد:
مبادئ النِّظام - معاشر القرَّاء الكرام - لا يمكن ـ في ظنِّي ـ تقييدها بعددٍ معيَّن، فبعض المبادئ يمكن أن نقول: إنَّها موجودة في حياتنا سلفًا، وقد يكون بعضها موجودًا عند بعضٍ دون الآخر, لكن يهمُّنا أن تكون هذه المبادئ كاشفةً لحياتنا، ولو كانت موجودة من قبل، فذِكْرُها لا يَخْلو من فائدة.

مُجْمَل القول أنَّ المبادئ نَعني بها الأسس أو القواعد التي تضعها لكي تنظِّم حياتك، فهي تعني قواعدَ تسير عليها، وتحاول أن تتكيَّف معها سريعًا؛ لتعيش حياة التنظيم، وتودِّع عالم الفوضى والتوتُّرات والتشَنُّجات!

لا بدَّ - قبل أن نبدأ ونسرد هذه المبادئ - أن نهمس إليكَ - أخي القارئ - بأنَّك تحتاج إلى عزيمةٍ صادقة، وتوكُّل على مولاك؛ لِتَربأ بنفسك عن حياة الفوضويِّين, وتَذكَّر بأنَّك طِيلةَ أعوام عديدة وأنت في دوَّامة الصراع مع الفوضى، وما سبَّبَتْ لك من تراجُع، ولو كنت ناجحًا، فأنت في عالم الفوضى قد تأخَّرت كثيرًا، وسبَقَك مَن هُم أقلُّ كفاءةً منك، وأنجزوا ما لم تنجزهُ؛ لأنَّهم ساروا على طريق التنظيم الذي يصنع النجاح بأقصر الطُّرق الممكنة!

لا نستغرب - معاشر القُرَّاء - أننا نجد في أنفسنا لومًا وتذمُّرًا حينما نُشاهد مَن هم أقلُّ كفاءةً منا وقد سبقونا وتقدَّموا أمامنا بخطوات، ونحن نرى في أنفسنا مثلاً عملاً دؤوبًا، وجهدًا متواصلاً، وفي المقابل ذلك الطَّرف أقلُّ جهدًا وأكثر إنتاجًا منَّا، ونجد ذلك في المؤسَّسات والشركات واضحًا جليًّا, فالسرُّ - وللأسف - نجده في أحد مبادئ التنظيم التي نفتقدها، فإذًا لا بد أن نستوعب بقلوبنا هذه المبادئَ، ونحاول استذكارها يوميًّا، ونركِّز عليها فترة من الوقت، كلٌّ حسبَ تكيُّفِه معها، فالبعض قد يتكيَّف معها من أول أسبوع، والآخر قد يحتاج إلى شهر، والآخر إلى شهرين، والثالث إلى أكثر... فالفوضى التي تريديون أن تزيحوها عن حياتكم تحتاج إلى وقفةٍ جادَّة، ومُواجَهة جريئةٍ لِمَحْوها من حياتكم!

يبقى أن أُشير إلى أنَّ المبادئ لا تَعني أن تلتزم حرفيًّا بها بقدر ما تلتزمُ بما تتطلَّبه منك تجاهها, وتذكَّر - أيُّها القارئ الكريم - أنَّ كل خطوة نحو النِّظام تعني خطوةً نحو حياةٍ أسهل، لن تعبأ بعدها بفقدان حاجياتك، لن تتذمَّر من تأخُّر عائلتك، ولن ترتَبِك في مواعيدك الخاصَّة، أو مُناسباتك العائليَّة؛ لأنَّك وصَلْت لما أنت تبحث عنه، وهو التنظيم.

المبدأ الأول: "أنا المَعْنِيُّ أنا المنظِّم":
نعم، أنت المعنيُّ بنفسك، لا تطلب من أحدٍ أن يقومَ بتنظيم حياتك، تجاهَلْ رسائل الذُّعر في داخلك، لا تستجِبْ لمن يقول لك: "يا فوضوي"؛ فهو يريدك أن تقع كما وقع هو، كوِّن علاقةً جديدة مع نفسك، اجعَلْها صديقًا يقودك للتَّنظيم، لا تجعل حصار الفوضى يوقفك عما أنت بصدده، بل اجعل من نفسك صديقًا يُعينك، بدلاً من أن تنتَظِر أحدًا قد لا يسرُّك كلامه أو فعله.

إنَّك إنْ حرَّكت ما بداخلك وجعلت التَّغيير برغبةٍ منك، سوف تصل - بإذن الله - إلى ما تريد، ستأتيك نفسُك التي اعتادَت على الفوضى أعوامًا تقول لك: لِم كلُّ هذا؟ إنه تَقْييد! بل ستسمع من نفسك أنَّها تقول: هذا ضيق لا أُطِيقه!

لا تعبأ وقْتَها، بل تذكَّرْ بأن البدايات مُحْرقة، بل ما ستقوم به هو في مصلحتك الشخصيَّة! واجعل نفسك ورغباتك الداخليَّة صديقًا، وحاول ترويضَه لمصلحتك!

قبل أن تخرج من مكتبك، قُم بجمع أوراقك، ورتِّب أغراضك ترتيبًا جيدًا، وأَرجِع كلَّ شيءٍ كما كان، وضَعْ مهامَّ الغد على طاولة المكتب، وستَعود في الصَّباح وأنت سعيدٌ جدًّا على هذا الإنجاز، وعلى رؤية مكتبك بهذا الشكل المنظَّم!

وأنتِ - أيَّتُها القارئة الكريمة - إذا اعتدْتِ على رؤية المطبخ كلَّ صباح، وهو في حالةٍ من الفَوضى، فقُومي قبل نومِك، ورتِّبِي مطبخَكِ، ودَعي لنفسكِ في الغد رسالةً طيِّبة تُشْعركِ بالإنجاز.

وأنتم - معاشر المُعلِّمين والمعلِّمات - قبل خروجِكم من الفصول، اغرسوا في الطُّلاب هذه الثَّقافة، وجِّهوهم لترتيب مقاعدهم الدراسية وحقائبهم، اجعلوهم يَستمتعون بالتَّنظيم الذي يفتقدونه في منازلِهم.

معاشر القراء الكرام:
تعوَّدوا على أن تَقْضوا دقائق قليلةً في ترتيب الأشياء كلَّما انتهيتم من استخدام شيءٍ ما, إنَّها كفيلة بأنْ تبعث في أنفسكم الرِّضا عند استخدامها مرَّة أخرى، وهي تعكس لغيركم عنايتَكم بالتنظيم، فتكونون أيضًا دُعاة خير لذلك.

هذا المبدأ من مبادئ التنظيم مهم، وهو في نظري إن لم يكن في الشخص فغيره من باب أولى ألا يقوم به، إنَّه يعني أنَّ التغيير من دواخلنا إنْ أردنا فعلاً التغيير.

سوف تكونُ سعيدًا؛ لأنَّك قمتَ بنفسك بترتيب حياتك، سوف تصل إلى مرحلة الاعتِماد على النَّفْس قريبًا - إن شاء الله - ولن تنظر لغيرك ليقوم بإدارة حياتك؛ فالأمر يتوقَّف عليك بالفعل، أُريدك أن تصل إلى مرحلة: كلّ ما هو خاصٌّ بي فعليَّ أن أقوم به، لا تعتمِدْ كثيرًا على زوجةٍ أو ابنٍ أو صديق، بل اعتمد على نفسك، وتذكَّر أن النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان يَخْصِف نعله، ويَخِيط ثوبه؛ ليقول لي ولك: إنَّنا مسؤولون عن أمورنا الخاصة بنا.

قبل أن تغادروا مكاتبكم، أو غُرَفكم، استرجعوا النَّظر إليها؛ هل هناك شيءٌ ما يحتاج إلى أن يُرتَّب أو يُنظَّف؛ فنحن أولى مِن غيرنا بترتيب ما عبثنا به, علِّموا حتَّى الأبناء ألا يعتمدوا على الخدَم في ترتيب غرفهم؛ فكلُّ ابنٍ مسؤولٌ عن غرفته, وما دور الخدم إلاَّ إعانة الأم، لا الإعانة على الاتِّكال التي تقتل الاعتماد في حياتهم!

إنَّها همسةٌ لكم جميعًا:
قبل أن تَخْرجوا من أماكنكم، استرجعوا النظر؛ هل هناك شيءٌ ما يحتاج إلى ترتيب؟ هل نسيت شيئًا لآخذه؟ هل وضعت الشيء في مكانه؟ لأنَّنا وبتلك النَّظرة سنصنع مع أنفسنا صداقةً مع مرور الوقت، وخلال أسابيع قليلةٍ ستجدون أنَّكم تتعاملون مع أنفسكم بِلُطف, وستَعودون لأماكنكم، وستجدون كلَّ شيءٍ جاهزًا، وستَبدو على أنفسكم علامة الرِّضا التي حُرِمتموها أعوامًا طويلة!



رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Social/0/34616/#ixzz1Ym0nbzBE



...تابع القراءة

تصميم وتنسيق:خالد الدوسري