الأربعاء، 20 يوليو 2011

فلا تذهب نفسكِ


د. رقية المحارب 
لا تعلقي قلبك بشيء أبدا..فكلاً زائل لذا جعل الله لك منه بدلا، والقرآن يؤكد لنا هذه
الحقيقة كثيرا كثيرا فلا تكادين ترين شيئا ليس له بدل إلا هداية الله {وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}

تأملي كيف عزى الله الزوجين عند الطلاق بالبدل
{وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ}
وما تصرفينه من مالك تلفينه رابحا 
{وَمَا أَنفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ} 
بل على المستوى المعنوي والشعوري لك بدل 
فلا يحزن على الأهل لو لم يجيبوا داعي الهدى
{وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُون...}

ولا يخفى قدر الألم الذي يجده المؤمن حينما لا يؤاتيه أهله
على الهدى فحال نوح مع ولده وإبراهيم مع أبيه ولوط مع زوجه 
..أمثلة واقعة
ومع ذلك يواسيهم الله بالبدل.. في الدنيا وفي الآخرة..
وعلى هذا فلا ينبغي لفاقد أن تذهب نفسه على مفقود (فَلَا تَذْهَب نَفْسك عَلَيْهِمْ حَسَرَات) ,
وبذلك أوصى جبريل عليه السلام محمدا بأن
لا يعلق نفسه بشيء بل يعتدل في حبه فقد يفقده يوما 
"أحبب من أحببت هونا ما", "أحبب من شئت فإنك مفارقه" ..


ولهذا المعنى فطن الشافعي فأنشد:
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة
وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا

...تابع القراءة

تصميم وتنسيق:خالد الدوسري